(ولن تفعلوه فليس في استطاعتكم) فاحذروا من العناد واعترفوا بكونه منزلا من عند الله ،
لئلا تكونوا أنتم وأصنامكم وقودا للنار التي أعدت لأمثالكم من الكافرين.
بعد أن ذكر
الكافرين وما أعدّ لهم من العقاب. قفّى على ذلك ببشارة الذين آمنوا وعملوا
الصالحات ، وما أعدّ لهم من نعيم مقيم في الدار الآخرة ، وقد جرت سنة القرآن أن
يقرن الترهيب بالترغيب تنشيطا لاكتساب ما يوجب الزلفى عند الله ، وتثبيطا عن
اقتراف ما يوجب البعد من رضوانه تعالى.
والمأمور بهذا
التبشير كل من يسمع الأمر من أهله ، وقد وعد الله الذين آمنوا بهذه الجنات ، وما
فيها من لذات ؛ وإنا لنفوض علم ذلك إلى الله تعالى ونكتفى بما ورد من أن لذات
الآخرة أعلى من لذات الدنيا ، فقد روى عن ابن عباس : أنه قال :
ليس في الدنيا
مما في الجنة إلا الأسامى ، وجاء في الصحيحين مرفوعا عن الله عزّ وجل «أعددت
لعبادى ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر» وهو فى المعنى مفسر
لقوله تعالى : (فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ
ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ).
الإيضاح
(وَبَشِّرِ الَّذِينَ
آمَنُوا) البشارة الإخبار بما يسرّ ، وآمنوا : أي بالله وصفاته
التي جاء بها النقل وأيدها العقل ، وبالنبي وبما جاء به ، وبالبعث والجزاء ، ولا
يتحقق